الأعراف العشائرية بين القوانين و الوثائق
بقلم هاني الحديد
بعد ان قامت الحكومة بإلغاء قانون القضاء العشائري عام 1976 وعودة أبناء العشائر للمثول أمام القوانين المطبقة في المحاكم ألمدنيه , لم تستطع السلطة التنفيذية إلزام العشائر التخلي عن الأعراف و العادات المتبعة فيما كان يجري بينها من إجراءات عند وقوع الجريمة خاصة تلك العشائر التي تعيش بعيدآ عن المدينة حيث ابقي على بعض تلك العادات المتبعة بجرائم القتل والشرف وتقطيع الوجه في حالات الجيرة والعطوة و الكفالة و الدخالة. هذه الجرائم وعند وقوعها ينتج عنها الكثير من الإجراءات العامة أهمها الجلوة وهي موضوع بحثنها في هذا المقام فقد يتساءل البعض من الذين لا يعرفون بالعادات والأعراف العشائرية , ما هي الجلوة العشائرية وما هي مسبباتها ..؟ الجلوة هي تهجير أو نفي أهل الجاني عن المنطقة التي يتواجد فيها أهل المجني عليه وذلك لسلامة أهل الجاني من ردود فعل أهل المجني عليه عند (فورة الدم) والثأر من أهل الجاني سواء كان القتل أو حرق الممتلكات وما شابه ذلك . هناك مناطق مجلا متعارف عليها عند القضاة العشائريين يجلون إليها أهل الجاني لا يفصل بين الأطراف فيها سوى مجرى سيل أو واد , ومثال ذلك فقد كان وادي الحسا حد بين عشائر الكرك وعشائر الطفيلة أي ما يسمى بمقطع الدم حيث يكون مجلا الكركي شرقي الوادي والطفيلي غرب الوادي. وكانت مناطق عشائر عباد مجلا عشائر البلقاء والعكس كذلك وهكذا بعد إلغاء قانون العشائر وقعت هناك بعض الجرائم التي كان يتوجب فيها إجراءات العرف والعادة كأخذ العطوه والجلوه إلا ان ذلك لم يحصل بسبب إلغاء القانون الأمر الذي أدى بالعودة للثأر واتساع مسرح الجريمة حيث وقع الكثير من الأبرياء لعدم الالتزام بالعادات والأعراف المتبعة مما أدى بالعودة لبعض الإجراءات كالعطوه والجلوه تحت ظل قانون منع الجريمة مما يسبب الكثير من الحرج لشيوخ ووجهاء العشائر الذين أصبحوا يطبقون بعضها على مسؤوليتهم الشخصية والتعامل معها ضمن الأعراف والتقاليد دون مرجعية قانونية في ذلك , الأمر الذي شجع البعض من العمل على استخراج وثائق بدل القوانين . المجتمع الأردني يتكون من عدة فئات كأي مجتمع عربي يختلفون فيما بينهم بالعادات والتقاليد لذلك كان هناك قانون العشائر وهو قانون اجتماعي نظم الحياة الأجتاعية عند أبناء البادية وحفظ أمنهم وحقوقهم الأمر الذي عاد بأبناء المدينة للمطالبة بتطبيق قانون العشائر عندما تقع جريمة قتل أو هتك عرض أو انتهاك لحرمة بيت لما فيها من إنصاف لحقه وحفاظ لكرامته وامنآ لنفسه . فالجلوة حق من حقوق أهل المجني عليه وامنآ لأبرياء أهل الجاني من ردود فعل بعض الشباب فمن هم الواجب إجلائهم عند وقوع الجريمة ..؟ عندما يقال بأن تكون الجلوه على الجد الثاني فهذا يمكن ان يتحقق في بعض الأماكن أو عند بعض العشائر لكن هل يمكن تطبيقه على الجميع ..؟ وهناك من يطالب بإلغائها فهل يمكن ان تصدر من هؤلاء وثيقة تطالب بذلك ..؟ يمكن ان تصدر منهم وثيقة بذلك لكن هل سيطبقونها عندما يسقط احد أبنائهم مقتولا أو عند الاعتداء على إحدى بناتهم .؟ الجلوة وجهان لجريمة وقعت , الوجه الأول عقوبة والوجه الثاني حماية وهي ايضآ سبب رئيسي لمنع اتساع الجريمة ,عقوبة للجاني وحماية لأهله . ان الوثائق التي تصدر بين حين وأخر ما هي إلا دليل على عدم وجود قوانين تنظم الحياة الاجتماعية حسب الأعراف والتقاليد وان كان قانون منع الجريمة المطبق حاليا ويشرف على تنفيذه الحكام الاداريين غير كاف لبسط الأمن والطمأنينة عند أبناء البادية , فعدم وجود قوانين تراعي العادات والأعراف العشائرية سبب الكثير من الفوضى الاجتماعية عندهم
الثلاثاء مارس 12, 2024 2:25 pm من طرف ممدوح الطوايعه
» ديك الجيرانغ
الأربعاء يناير 11, 2023 2:06 am من طرف ممدوح الطوايعه
» امش في ظل الناقة
الثلاثاء ديسمبر 20, 2022 10:01 pm من طرف ممدوح الطوايعه
» حسن الظن به
الأحد ديسمبر 18, 2022 1:39 pm من طرف ممدوح الطوايعه
» حكم ومواعظ دينيه قصيره 2
الأربعاء فبراير 23, 2022 1:54 pm من طرف ممدوح الطوايعه
» حكم ومواعظ دينية قصيرة
الأربعاء فبراير 23, 2022 1:47 pm من طرف ممدوح الطوايعه
» بوابة التديب الهندسي
الأربعاء ديسمبر 29, 2021 2:42 pm من طرف ممدوح الطوايعه
» نعي الحاج سليمان ابو جرار
الأربعاء ديسمبر 29, 2021 2:24 pm من طرف ممدوح الطوايعه
» الفتاه والعجوز
الأربعاء ديسمبر 29, 2021 2:20 pm من طرف ممدوح الطوايعه